🔰أتجر من عقرب🔰
◾ماقصه هذا المثل :
◾هناك من الناس من يستطيع أن يجعل من نفسه أيقونة مميزة في عصره سواء في صفة إيجابية أو سلبية ، لدرجة تجعل من حوله يرددون اسمه باستمرار أو يستخدمونه في أمثالهم ، وهو ما حدث قديمًا مع تاجر يُدعى عقرب ، حيث أخرج الناس مثلًا يحمل اسمه مع صيغة الأفضلية في التجارة والمماطلة لتوضيح مدى نبوغه في هذين الشيئين ، وقد ورد هذا المثل في عبارة “أَتْجَرُ مِنْ عَقْرَبٍ” ؛ أو في عبارة أخرى ورد ذكرها أيضًا مقترنة مع هذا المثل وهي : “أمْطَلُ من عَقْرَب”.
◾قصة أتجر من عقرب :
◾ورد هذا المثل على لسان أهل المدينة وقد حكاه الزبير بن بكار ، ويقال أن عقرب هذا كان اسم لتاجر من تجار المدينة ، وكان يتميز رهط أبي عقرب بأنه أكثر الرجال تجارةً ، كما أنه كان أكثرهم تسويفًا ومماطلة ، حتى ضُرب بتجارته ومطله المثل ، وكان هناك عامل الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب ، والذي كان يتميز بين الناس بأنه أشدهم اقتضاءًا .
◾تحدث أهل المدينة عن عقرب والفضل ، حيث أنهم قالوا :”ننظر الآن ما يصنعان” ، وحينما حلّ المال لزم الفضل باب عقرب ، كما أخذ معه حمارًا كان له يُدعى السحاب ، ثم جلس يقرأ القرآن على بابه ، فبدا عقرب غير مكترث بما يفعله الفضل ، وهو ما جعل الفضل يعدل عن ملازمة باب عقرب ، حيث تحول إلى هجاءه ؛ وذلك في قوله :
”قد تَجَرَتْ في سُوقِنَا عقربٌ ..
لا مَرْحَباً بِالْعَقْرَبِ التاجِرَهْ ..
كلُّ عدوٍّ يُتَّقَى مُقْبلاً ..
وعقربٌ يُخْشَى من الدَّابِرَهْ”.
كل عدوٍّ كيدُهُ في اسْتِهِ ...
فغيرُ مَخْشِىٍّ ولا ضَائِرَهْ (ويروى عجز البيت: فغيره ليس الأذى ضائره)
إن عَادَتِ العقربُ عُدْنَا لَهَا ...
وكَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَهْ
◾وهكذا أصبح اسم عقرب مماثلًا لهذين المثلين “أتجر من عقرب” و “أمطل من عقرب” على لسان أهل المدينة ، نتيجة لشهرته في التجارة والمماطلة في ذات الوقت ، وهو ما رآه الناس شخصًا مميزًا بينهم سواء في شيء محمود أو مذموم .
إرسال تعليق