🔰ما قيل من نوادر في فنِّ التلميح والذَّكاء🔰
◾ يُحكى أن رجلًا مرَّ على جسر بغدادَ فمرّتْ فتاةٌ جليلةٌ، فأبصرَها فتًى كان جالسًا فقال :
◾رحِم الله علي بن الجهم،
◾فقالت :
◾ ورحم الله أبا العلاء ، وانصرفتْ .
◾ فعجِبَ الرَّجل مما سمعهُ من الفتى والفتاة ، فتوجَّه إلى الفتى وأقسم له إن لم يوضح له الأمرَ لَيَشكوَنَّه إلى رجالِ الشُرَطِ، فقال :
◾ إني قلتُ رحم الله علي بن الجهم أقصد قوله في قصيدةٍ له يقول فيها :
- عيونُ المها بين الرُّصَافةِ والجِسرِ
- جَلبْنَ الهوَى من حيثُ أدري ولا أدْري
◾فردَّت هي مُتَرحِّمةً على أبي العلاء المعري، فأدركتُ أنها فهمت قصدي، وأنها تعني بيتَ شعرٍ لأبي العلاء يقول فيه:
- أيَا دارَها بالخَيْفِِ إنَّ مَزارَها
- قريبٌ ولكنْ دونَ ذلك أهْوالُ
◾ يقول الرجلُ : فانصرفْتُ وأنا لا أدري لأيِّ شيءٍ أكون أكثرَ عَجَبًا، أمِن ذكاءِ الفتَى؟ أم من لَماحيةِ الفتاةِ وحُسْنِ حفظِها؟ أم من غفلتي وجهلي وعدم حفظي ؟!
إرسال تعليق