🔰 صدق الله وكذب الشاعر🔰
◾معروف ان الحجاج كان من الولاة والحكام الظالمين , فيروى عنه أنه في أحد الأيام بعث الحجاج للقبض على رجل معين , لكن عندما ذهب جنوده لم يجدوا هذا الرجل لكنهم وجدوا أخوه , فقاموا بالقبض عليه بدلاً من أخيه بالرغم انه ليس مذنب ولا علاقة له بأى شئ , فلما قبضوا عليه فعلوا معه ثلاثة أمور
◾الأمر الاول : حلقوا على أسمه، أى وضعوا اسمه في القائمة السوداء بحيث لا يمكنه السفر او الخروج من المدينة
◾الأمر الثاني : قاموا بهدم داره
◾الأمر الثالث منع عنه عطاءه، حيث كان يحصل على مبلغ وعطاء من بيت المال فمنع عنه.
◾فشكى للجنود أنه مظلوم ولم يرتكب أى جريمة , فأخبروه انه أمر من الحجاج ولا يستطيعون فعل شئ
◾فقال الرجل دعوني أكلمه
◾فذهب الجنود للحجاج أخبروه ان هناك متظلم يريد أن يكلمه
◾فأتوا به للحجاج فسأله عن مظلمته، فروى الرجل له مظلمته وأنه ليس له ذنب في شئ.
◾فقال له الحجاج هيهات هيهات (أى قل شئ آخر او لا حجة مقبوله) ثم قال له اما سمعت قول الشاعر:-
- جانيك من يجني عليك وقد
- تعدي الصحاحَ مباركُ الجُربِ
◾(أي أن لا يجدر بك أن تقتص إلا مَن تسبب لك بالأذى، تعدي الصحاح مبارك الجرب ويعني انّ الجمال الجرباء تتسبب بالعدوى للجمال السليمة، فبهذا يمكنك أن تُحاسب بالذنب غير صاحبه)
- ولَربَ مأخوذ بذنب عَشيرة
- ونَجا المقارفُ صاحب الذنبِ.
◾قال الرجل : أصلح الله الامير، ولكني سمعت الله عز وجل يقول غير هذا!
◾قال : وما ذاك ؟
◾قال الله عز وجل (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ (79))
◾فنادى الحجاج على بيزيد بن أبي مسلم وهو قائد الشرطة
◾وقال له:-
◾افكك لهذا عن اسمه (ازله من القائمة السوداء)
◾ومر له بعطاء
◾وابني له داره
◾وامر منادياً ينادي ان صدق الله وكذب الشاعر.
إرسال تعليق