U3F1ZWV6ZTQzMjI5NzM3OTk1OTQ4X0ZyZWUyNzI3MzA1Njg0MDU2MA==

قصه مثل : بلد العميان

 

🔰 قصه مثل بلد العميان🔰
◾ ماقصه هذا المثل :
◾في بلد العميان يكون ذو العين الواحدة هو الملك ” in the country of the blind, the one-eyed man is king ، يعد هذا المثل واحد من أشهر الأمثال الإنجليزية التي تستخدم كثيرًا في المواقف حيث يكون الشخص قليل المواهب متفوق ليس بسبب مهارته ، ولكن لأن كل المحيطين به يكونوا من الفاشلين ، وكأنه بعين واحده ولكنه ملك على باقي البلدة لأن جميع سكانها من العميان .
◾على سبيل المثال فإن الشخص الذي يستطيع كتابة اسمه بالكاد يكون هو الأفضل بين مجموعة من الأميين ، وهكذا في كثير من المواقف في حياتنا يمكننا أن نجد أن هذا المثل صحيح .
🔰في بلد العميان يصير الأعور ملكا 🔰
◾ في بلد العميان يصير الأعور ملكا وهو ما يشبه قولنا: أعرج في حارة المكسحين
◾التجربة والواقع العملى أثبت خطأ هذا الكلام
◾ربما أن الجميع قرأ قصة: بلد العميان
◾هي قصة قصيرة بقلم هربرت جورج ويلز
🔰 هذه اقتبسات منها:
◾ راح العميان يتحسسون وجه نيونز بطل قصتنا ويغرسون أصابعهم في عينه .. بدت لهم عضوا غريبا جدا . . حواسه ضعيفة ويقول أشياء غريبة
◾وبعد أن تصادم معهم فر منهم
◾بعد الفرار ليوم كامل في البرد والجوع وجد نفسه يعود لهم ويعتذر وقال لهم : ـ ' أعترف بأنني غير ناضج .. لا يوجد شيء اسمه البصر '
◾وأخيراً
◾كان رأي الحكماء قاطعا .. الفتي عنده شيئان غريبان منتفخان يسميهما (العينين). جفناه يتحركان وعليهما أهداب .. وهذا العضو المريض قد أتلف مخه . لابد من إزالة هذا العضو الغريب ليسترد الفتي عقله
◾هكذا صار العمي شرطا ليرتفع المرء من مرتبة الانحطاط ليصير مواطنا كاملا
◾ من القصص الطريفة التى تثبت خطأ هذه المقوله أيضا قصة الملك وشعب المجانين
◾تقول الأسطورة إن ملكاً كان يحكم مملكةً يمر فيها نهر. ثم تلوث هذا النهر بطاعون الجنون فصار كل من شرب منه أصيب بالجنون حتى جنت المملكة كلها ولم يتبق من العقلاء سوى الملك ووزيره، وبعد أن يئس الملك فى علاجهم فأشار عليه الوزير بأنه لم يبق أمامهما من حيلة سوى أن يشربا من نهر الجنون حتى يصبحا مثلهما.
◾مقياس الصحيح والخاطئ في حياة البشر ليس هو الحق المجرد أو الباطل المجرد بل ما اعتادوا عليه ، فما ألفوه من أوضاع هو عين العقل والصواب والحكمة وما لم يألفوه فهو الجنون والضلال والفساد..
◾من قرأ قصه بلده العميان اثبت خطأ المقوله
◾نيونز هرب من بلد العميان ليثبت خطأ المقولة
◾وملك شعب المجانين شرب من النهر وأثبت خطأ المقولة
◾ ماهي الروايه:
◾تحكي الرواية عن مهاجرين هربوا من طغيان الإسبان، ثم حدثت انهيارات صخرية عزلتهم عن العالم في وادٍ غامض مجهول، وانتشر بينهم نوع من أمراض العيون أصابهم بالعمى، وظلوا يتوارثون هذا العمى حتى 15 جيلاً، حتى نسوا نعمة البصر، وعضو العينين، ولكنهم استطاعوا تكييف أوضاعهم والتأقلم مع حقيقة عدم وجود البصر بالبصيرة وبالسمع وباللمس والإحساس، ونسوا أن هناك ما يسمى بنعمة البصر، وبالعضو الذي يسمى العينين.
◾ويظهر هنا بطل القصة نيونز، وهو مغامر شاب يهوى تسلق الجبال، تلقي به المقادير في بلادهم، ويلاحظ أن المساكن ألوانها فاقعة غير متناسقة وبلا نوافذ، ثم يدرك أنه في بلد العميان، ويتذكر مقولة "الأعور يصبح ملكاً في بلد العميان"، فيظن أن بإمكانه أن يجد مكاناً له هنا؛ لأنه الوحيد المبصر بينهم، حاول إقناعهم بأنهم عميان، وبأن هناك نعمة تسمى البصر يفتقدونها، لكنهم لم يصدقوه واعتبروه مجنوناً، حاول الفرار ولم يستطِع، واضطر للعودة إليهم بعد تعب وجوع؛ ليقر بخطئه ويضع نفسه تحت تصرفهم.
◾كانوا طيبي القلب معه فتقبلوا وجوده بينهم، ويصادف المغامر فتاة من العميان كانوا يعتبرونها قبيحة؛ لأن وجهها مدبب ولها أهداب طويلة، مما يخالف فكرتهم عن الجمال، بينما هو لأنه مبصر استطاع أن يعرف أنها أجمل فتيات المدينة، أحبها وتقدم لخطبتها، فاحتار أبوها، كيف يرضى بهذا المجذوب الذي هبط عليهم من غير موعد؟! هل يقبل به أم يرفضه ويتركها بلا زواج؟!
◾طلب مشورة حكيم القرية، فكان رد الحكيم بعد فحص الشاب بأن سبب جنونه هو عضوين مزعجين في وجهه أعلى أنفه "يقصد العينين"، وأنه يجب استئصالهما ليكون طبيعياً مثل سكان القرية، لكنه يرفض، ويصف لحبيبته المتعه والجمال اللذين يراهما بعينيه، ولكنها تلمس يده برقة، وتقول إنها تحب خياله (!!)، ولكن يجب أن يضحي إذا كان يحبها، يقبل الفتى الخضوع لعملية استئصال عينيه.. هكذا صار العمى شرطاً حتى يرتقي ويقبل به المجتمع ويصبح مواطناً كاملاً يستطيع أن يحيا حياة طبيعية مثل الباقين، فهم لم يكتفوا بكونهم عمياناً ولم يصدقوا كلامه عن البصر، بل اشترطوا أن يصبح مثلهم حتى يعتبروه مواطناً كاملاً، إما ذلك وإما يحرم من الفتاة التي أحبها والتي هي بدورها وإن كانت لا تسخر من قصصه مثلهم، ولكنها في قرارة نفسها تعلم أنه مريض وأن ما يقوله ليس سوى قصص من صنع خياله، وفي اليوم الأخير قبل إجراء العملية خرج ليرى العالم للمرة الأخيرة، ولما رأى الفجر يغمر الوادي بألوانه الساحرة، شعر أنه سوف يرتكب جريمة في حق نفسه.. ما الذي أنوي أن أفعله؟ كيف أقبل أن أكون أعمى وأضحي بحاسة البصر؟ واتخذ قراره بأن يتسلق الجبال ويهرب، أخذ يتسلق بكل قوة وتصميم على الهروب، وحين غربت الشمس كان قد بعد جداً عن بلد العميان، أخذ ينظر للنجوم وهو يبتسم.
◾هذا ملمح من القصة وهي عبقرية في رمزيتها، تمثيل سردي لسلالة عمياء تعيش في وادٍ منعزل عن عالم البشر، رمى فيه سلالة من المكفوفين، ثم ابتكر حدثاً سردياً تأتى عنه تمثيل بالغ الأهمية لثنائية الإبصار والعمى، بعد أن ربطهما بنزاع ثقافي وقيمي بين رجل أبيض مبصر وسلالة عمياء أبعدت، جيلاً بعد جيل، عن مسار التاريخ، وكأن المبصر الأبيض جاء إلى واديهم لإنارة أبصارهم المنطفئة، فالعميان قد يكونون أفراد أي مجتمع انغلقوا على ذاتهم، ورضوا بظلام جهلهم وعاداتهم، فلم يعودوا يرون النور في أي مكان آخر، والعميان هم المتعصبون الذين لا يقبلون الآخر ما لم يؤمن بأفكارهم ويصبح أعمى مثلهم، كانت علاقته معهم إشكالية، فعندما أخبرهم أنه جاء من بوغوتا؛ حيث الناس يبصرون لم يفهموا كلمة "يبصر"، وعندما وقع في حب فتاة عمياء اشترطوا عليه أن يتخلى عن بصره؛ ليوافقوا على ارتباطه بها، الأمر الذي دعاه إلى الهرب منهم.. لم ينظر إلى ذلك الوادي باعتباره مكاناً احتضن جماعة بشرية احتمت به من الأذى الإسباني، إنما نظر إليه على أنه أرض مجهولة انزوى فيها غرباء، أصيبوا بالعمى، فاعتزلوا العالم.
◾لفظهم التاريخ كون أقدام المستكشفين لم تصلهم؛ إذ ينبغي أن يحضر المستكشف الأبيض ليعيد تأهيلهم بعد أن شذوا عن الطريق القويم.
◾إذاً فقد انبثقت حكاية بلاد العميان من خضم الخيال الاستعماري الذي شغف بالغريب والعجيب من الأراضي النائية والشعوب النائية، والمستكشفين الذين نذروا أنفسهم لإزالة العمى عنها باعتبارها حالة مظلمة من حالات الجنس البشري، وإدراجها في التاريخ الإمبراطوري، وهو تاريخ المبصرين، فاتخذ العمى، في قصة "أرض العميان"، موضوعه من الجدل بين الشعوب المتحضّرة والشعوب البدائية، ورغبة المستكشفين في حكم تلك الجماعات، وبسط السيطرة الإمبراطورية عليها.
◾إن الرواية تلقي بظلالها على كثير من الأحداث حولنا علنا نعتبر أو نتعظ، فعندما تكون أنت العاقل الوحيد في زمن الجنون، المتعلم الوحيد في زمن الجهل، المبصر الوحيد في أرض العميان، أن تكون قيمك وأفكارك وآراؤك ورؤيتك للحياة في كفة وتقبل المجتمع لك في كفة أخرى.. أن تشعر بأن عقلك وأفكارك عقبة بينك وبين المجتمع، أو أن ينظر لك المجتمع على أنك مواطن مريض ويجب علاجك، محكوم عليك بأن تشقى، وأن يكيلوا لك الاتهامات بالجنون والتهور والخيانة والعمالة والفلولية، فما أكثر أصحاب البصر عميان البصيرة بيننا، وما من مبرر لهم غير عمى أبصارنا وبصائرنا، فإما أن تستسلم وتصبح مثلهم، وإما عذاب أبدي مقيم.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة