◼️عاد الثور الأسود إلى القبو متعباً من كثرة العمل، والفلاحة في الحقول. وجلس في زاوية القبو يزفر تعباً شاكياً.
◼️وتطلع الحمار نحو الثور، وقال له:
◼️ما بك يا صديقي الثور لا تتكلم ولا تتحرك كأنك ميت..؟؟
قال الثور:
◼️ إنني تعب جداً يا صديقي، فالأراضي واسعة والفلاح لا يرحم.
◼️قال الحمار:
◼️ ألا تستطيع الهرب منه، وعدم الذهاب إلى الشغل معه؟
◼️فأجاب الثور:
◼️ومن يستطيع الهرب من الإنسان؟ ألا تراه كيف يسخِّرني لأعماله وحاجاته، وسيذبحني يوم لا يعود له مني نفع. ألديك حيلة تريحني من العمل؟
◼️قال الحمار:
◼️ تمارض اليوم ولا تأكل علفك، وعندما يأتي صاحبنا قبل طلوع الفجر، تظاهر بأنك لا تستطيع الوقوف أو السير، فيتركك ويمضي بدونك، فترتاح من هذا التعب الشديد.
◼️وكان صاحبهما يفهم لغة الحيوان، فسمع كل ما دار بينهما من حديث.
◼️وفي صباح اليوم التالي، نزل الفلاح إلى القبو، فوجد الثور نائماً ويتوجع. فتركه وأخذ الحمار بدلاً عنه.
◼️وراح الفلاح يفلح طوال النهار على الحمار الذي تعب تعباً شديداً.
◼️وعند المساء أعاده إلى القبو، وهو لا يستطيع حراكاً.
◼️وتقدم الثور من الحمار يسأله عن صعوبات العمل، وحسن التدبير والاختيال.
◼️فقال الحمار:
◼️ يا صديقي الثور، سمعت صاحبنا الفلاح يقول لولده: “إذا بقي الثور هكذا مريضاً فسنذبحه قبل أن يموت”. فالأفضل لك أن تأكل علفك وتعود إلى عملك.
◼️ورضي الثور بهذا الحل.
◼️فقال الحمار في نفسه:
◼️حقيقة، من تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يرضيه. ومن تقع حيلته عليه يكون حمـــاراً...
إرسال تعليق