🔰قصه مثل"أهون من قُعيس" 🔰
◼️كان العرب قديماً إذا حلَّ الضيف بدار قومٍ، أكرموه وأجاروه، وعدّوا إغاثته من شيم المروءة وعزائم الشرف.
◼️ولكن ما حكاه الجاحظ عن رجل يدعى قُعيس يختلف تماماً عن كل ما سبق..
◼️ يقول الجاحظ انه ذات ليلة مظلمة، اشتد فيها المطر وقصف فيها البرد، أقبل قُعيس — وهو رجل من العرب — يلتمس المأوى عند عمته، يلوذ بها من هول الليلة وشدّة القرّ.
◼️فلما طرق بابها، خرجت إليه، ونظرت ما به من البرد والضُّر، فإذا به يرتجف كطائرٍ مبلول، وأسنانه تصطك من شدة ما لقي.
◼️لكنها، وقد غلب عليها قسوة القلب، لم تُعره كبير اهتمام. بل أسرعت فأدخلت كلبها — نعم كلبها — إلى البيت، وأغلقت الباب دون قُعيس، تتركه تحت المطر والريح.
◼️وبات قُعيس ليلته في العراء، لا يقيه إلا ثوبه المهترئ، حتى إذا طلع الصباح، وجدوه ميّتًا قد أخذه البرد!
◼️فصار العرب إذا أرادوا أن يصفوا شخصًا لا يُؤبَه له ولا يُلتفت إليه، قالوا: "أهون من قُعيس"
◼️المصدر: كتاب البخلاء للجاحظ
إرسال تعليق