🔰الدكتور محمد النابلسي وسوره يس🔰
◼️يقول الدكتور محمد راتب النابلسي:
◼️توقفت كثيرًا في (سورة يس)، فوجدت فيها أمرًا ربما لا نلتفت إليه كثيرًا ... ترتبط سورة يس بالموت
◼️غالبًا ما تجد أهل المتوفي يعكفون على قراءة سورة يس يوم الوفاة لعل الله ينفع بها الميت ، والأوفياء منهم يواظبون عليها عدة أيام بعد وفاة عزيز عليهم
◼️لكني ألتفت إلى أمر مهم في سورة يس
◼️قال الله عن القرآن الكريم فيها ( لينذر من كان حيّاً ) ولم يقل لينفع من كان ميتًا ، لست أناقش هاهنا موضوع انتفاع الميت بقراءة الحي للقرآن ، ولكني ألتفت إلى أننا أغفلنا الحكمة الأعظم من القرآن ( لينذر من كان حيًا ) ، ثم جعلت أتسائل
◼️كم من الأحياء الذين قرأوا سورة يس انتفع بها ؟ ، كم منهم تعلم منها ولو معنى واحد ؟ كم منهم أثرت في حياته وغيرت منها شيئًا ؟ هؤلاء الألوف الذين يقرأوها كل يوم ، ما صنعوا بها ؟
◼️ثم سألتني ... ماذا صنعت أنت بها ؟ .... ووقفت قليلاً أتدبر السورة ، حقيقة لفت انتباهي فيها آيات كثيرة ، لكنّ أبرز ما لفت انتباهي هي قصة القرية التي جاءها المرسلون
◼️لعل أكثرنا يعرفها ، لكن الذي استوقفني فيها شئ أدهشني..
في القصة أن رجلاً من القرية اقتنع بما يدعوا إليه المرسلون ، وقام ملهوفًا على قومه ( من أقصا المدينة ) ، جاء يحاور قومه ويدعوهم إلي ما اعتقد أنه سبيل الفوز والسعادة ، جاء يحمل الخير لهم ، جاء فزعًا إلى نضج أفكارهم، جاء بخطاب يمس العاطفة فيستميلها ، ويخاطب العقل فيقنعه
◼️وكانت مكافأته من قومه أن قتلوه ، ليست قتلة عادية ، بل بطريقة حقيرة رديئة لا يزاولها إلا حيوان بريٌ لم يعرف شكلاً إلى التهذيب والتربية ... تروي التفاسير أن قومه قاموا إليه فركلوه ورفسوه حتى خرج قَصُّهُ ( عظمة القص تصل ما بين الأضلاع ) من ظهره
◼️ثم يدهشك ما سيحدث بعد ذلك
◼️يخبرنا القرآن أن هذا الرجل قيل له ( ادخل الجنة )
◼️لو كنت مكانه لفكرت على الفور " ياربي والقتلة ألن تنتقم لي منهم ؟ ألن تعذبهم ؟ يارب سلط عليهم حميرًا ترفسهم حتى يموتوا "
◼️لكن الذي أدهشني هو أمنية الرجل
◼️( قال ياليت قومي يعلمون - بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )
◼️حقيقة توقفت كثيرًا أمام هذه النفسية العظيمة ، نفس رحبة واسعة جدًا ، حتى أنها لم تحمل ضغينة على القتلة ، بل على العكس كانت أول أمنية له فور أن بشر بالجنة لو أن هذا المجتمع القاسي الذي قابل الجميل بالقتل ، لو أنهم يعلمون المنقلب ، لو أنهم يطلعون على الخير الذي أعده الله للصالحين ( ياليت قومي يعلمون )
◼️أدهشني حرصه على الخير لقومه مع ما واجه منهم
◼️أدهشني تمسكه بالرغبة في إصلاحهم مع ما تبين من عنادهم
◼️أدهشني همته في دعوتهم للخير مع توقف مطالبته بالعمل
◼️أدهشني ان تكون أول أمنية له لو أنهم يعلمون
◼️وبعد أيامٍ ، وقفت من سيرة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على موقف مشابه ، رحلة الطائف ، ويأتيه ملك الجبال " لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين "، فيجيب ( اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون )
◼️وصلت إلى خلاصة ان:-
◼️الكبار وحدهم هم الذين يتحملون سفاهة الناس من أجل هدف أسمى، هو إصلاحهم
◼️الكبار وحدهم هم الذين لا يعادون أحدًا انتقامًا لأشخاصهم
◼️️الكبار وحدهم هم الذين تكون أمنياتهم بناء العالم
◼️الكبار وحدهم هم من يتقبلون دفع ضريبة حمل الإصلاح للناس
◼️الكبار وحدهم هم الذين لا يعرف عامة المجتمع أقدارهم اللهم اجعلنا منهم
◼️أدهشني حبه الخير للآخرين ، حتى ممن آذوه.
الموسوعه العلميه الشامله
Almausuea-alelmiah
إرسال تعليق