🔰السلطان و الفئران وخليفة العرش🔰
◼️يحكى انه كان فيما كان فى سابق الزمان كان هناك سلطان بلغ من القوة والمنعة ما لم يصله سلطان فكان رمزا للقوة و العطاء والبطش والسماح.
◼️عاش السلطان طويلا جتى بلغ من العمر أرذله فدانت له الممالك وانجب العشرات من البنين و الاحفاد
◼️لكن الدنيا لا تدوم بحال فقد تقدم عمر السلطان وخشى على المُلك من بعده .
◼️إحتار السلطان من يولى من بعده فأولاده و أحفاده بالعشرات.
◼️فكر السلطان كثيراً ولم يجد بداً من استشارة حكيم الزمان الذى كثيرا ما كان عونا له على مر الاعوام
◼️حضر الحكيم على عجل و دون أن ينطق السلطان
◼️قال الحكيم للسلطان لا بد انك مهموم بمن يرعى ما انجزت على مر الزمان
◼️اندهش السلطان و تنهد طويلا و قال :
◼️نعم يا حكيم الزمان ،دبرنى بربك ماذا افعل
◼️قال الحكيم : اجمع من يمكن ان يليك من الامراء و اخبرهم انك ستولِّى منهم من يستطيع ان يجمع مائة فأرا فى صندوق و ساتركك تعرف السبب من الامير الذى ينجح فى ذلك
◼️رغم غرابة الطلب الا ان ثقة السلطان بالحكيم و ما استفاده منه على مر السنين جعله يطلب عقد اجتماع لابنائه وأحفاده من الأمراء
◼️حضر الامراء على وجل فلم يكن من عادة السلطان أن يجتمع بهم جميعا .
◼️استمعوا الى السلطان و استغربوا طلبه ، لكن لم يكن أحد منهم يجرؤ على المناقشة أو الاعتراض
◼️انصرف الحميع ما بين متأمل متعجب ومتحير ،لكن عظم الجائزه كان مغريا للجميع أن يبحث و يفكر فى الوسيلة.
◼️مر يوم ثم يومين ثم ثلاثة ولا توجد أي أخبار عن نجاح أى أمير فى المهمة
◼️زاد الشك فى نفس السلطان عندما عاد بعض الامراء يشتكون ان الفئران إما تتصارع وتموت داخل الصندوق ، وإما تقرضه وتخرقه وتفر هاربة.
◼️ظل الوضع هكذا عدة أيام حتى كان اليوم العاشر حين دخل عليه احد الامراء يحمل صندوقا به الفئران المطلوبه
◼️انفرجت اسارير الملك و لكنه تذكر قول الحكيم أن يسال الفائز عن كيف جمع الفئران و كيف حافظ عليها على مدار الايام حتى وصل بها للقصر
◼️أجاب الامير : أدام الله عمر السلطان لقد فكرت كثيرا يا مولاى فوجدت أن صيد الفئران قد يكون أمرا سهلاً لكن عند وضعها فى الصندوق لا بد من الا تموت الفئران، وألا تتمرد أو تفر من الحبس فى الصندوق ،لذا جمعتها فى الصندوق وأغلقته من أعلى وحملته على كتفى وكلما سكنت هززت الصندوق بقوة فتظن أن أمل إطلاقها بات وشيكاً ، وأن النور سوف يأتى ، ثم أواصل المسير ، وكلما شعرت بأن التعب والجوع أصابها ، جلست تحت شجرة ، وألقيت فى الصندوق قطعة جبن واحدة
◼️هنا قاطعه الملك : ولماذا قطعة جبن واحدة ؟
◼️فأجاب الامير : القطعة الواحدة ستوفر لى كل ما أريده ، فالفئران كانت تتصارع عليها لجوعها الشديد ، وبالتالى تنشغل بها ساعات طويلة، فتنسى تعبها ورغبتها فى الحصول على الحرية ، ثم إنها تسد رمقها وتضمن بقاءها حية ، وكذلك تلهيها عن قرض الصندوق ، وأخيراً تمنحها الأمل فى الحصول على قطع أخرى من الجبن ، فتظل أبصارها معلقة على فتحة الصندوق ومن يحمل الصندوق ومن يملك الجبن، وهكذا وصلت إلى جلالتكم بمائة فأر بالتمام و الكمال .
◼️نظر إليه السلطان بإعجاب شديد و هنأه بتعيينه ولياً للعهد .
◼️حضر حكيم الزمان و هنأ الامير والسلطان فقدم له السلطان كل الشكر و الامتنان
◼️سكت الحكيم وقال موجها كلامه للأمير لقد أبديت من الحكمة والذكاء ماعجز عنه غيرك و مكنك من جمع القئران والسيطرة عليها .
◼️صمت حكيم الزمان قليلا جعل الكل يلتفت اليه ثم اردف قائلا :
◼️لكن لابد أن تعى أيها الأمير أن من الفئران من هرب منك ، هؤلاء إما إنهم يدركون فكرة الصندوق ويرفضونها تماما وإما انهم يملكون القوة التى تمكنهم من الهرب ، هؤلاء أيها الأمير هم من بيدهم استقرار امرك او هلاكك فان احسنت تدبر امرهم رفعوك و رفعوا البلاد معك، وان انت لم تعمل لهم حسابا اثاروا لك القلاقل و كانت مواجهتم بداية السقوط.
◻️العبرة من هذه القصة :
◼️أن الحكم و التحكم صنوان من أراد الحكم لا بد أن يجد وسيلة للتحكم
◼️وللتحكيم فى خلق الله قواعد وأصول يستغلها من يسعى للحكم فيهدد أحيانا و يغدق احيانا ، يبشر أحيانا و ينذر أحيانا وفق آليات معروفة
◼️إذا لم تعرف الناس ما تريد فستسقط فى فخ الاغراء و التهديد فيحملهم من يشاء فى جوال ،
◼️اذا كان النية هى الاصلاح سوف يتفق الجميع عليه و لو بعد حين و ساعتها تزدهر البلاد .. و اذا كانت النية غير ذلك لابد من استخدام الصندوق و أن تجد من يجمع الكل فيه .
إرسال تعليق