🔰 دعاء غير مستجاب🔰
◾قال أبو معاوية البيروتي: وله حكاية مع الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مشهورة، وقد رواها البلاذري ( ت 279 هـ ) في ((أنساب الأشراف))، والطبري ( ت 310 هـ ) في ((تاريخ الأمم والملوك)) – وذكر أن أزهر السمان المذكور بالقصة غير المحدّث! -، وابن عبد ربّه ( ت 328 هـ ) في ((العقد الفريد))، والمسعودي ( ت 346 هـ ) في ((مروج الذهب))، وغيرهم الكثير، وسأورد لكم رواية أقدمهم؛ البلاذري، قال:
◾حدّثني بعض أصحابنا قال: كان المنصور وهو بالبصرة يجلس في حلقة فيها أزهر السمّان، فلما أفضت إليه الخلافة وفد إليه أزهر، فقال له: ما جاء بك يا أزهر؟ فقال: يا أمير المؤمنين داري مستهدمة، وعليَّ دينٌ مبلغه أربعة آلاف درهم، وأريد أن أزوِّج ابني محمداً، فقال: قد أمرنا لك باثني عشر ألف درهم فخُذْها ولا تأتنا طالباً، فأخذها وانصرف.
◾فلما كان العام المقبل أتاه، فلما رآه قال: ما جاء بك يا أزهر؟ قال: أتيتك يا أمير المؤمنين مسلِّماً، فقال: إنه ليقع في خلد أمير المؤمنين أنك أتيت طالباً، قال: ما أتيت إلا مسلِّماً، فقال: قد أمرنا لك باثني عشر ألفاً فخُذْها ولا تأتنا طالباً ولا مسلِّماً.
◾️فلما كانت السنة الثالثة عاد إليه، فقال: ما جاء بك يا أزهر؟ قال: أتيتك عائداً، فقال: قد أمر لك أمير المؤمنين باثني عشر ألف درهم فخُذْها ولا تأتنا طالباً ولا مسلماً ولا عائداً.
فلمّا كانت السنة الرابعة قدم عليه فقال: ما جاء بك يا أزهر؟ فقال: سمعتك تدعو بدعاء فجئت لأكتبه عنك، قال: إنه غير مستجاب، قد دعوتُ الله به ألا أراك فلم يجب!
◾اختلفت الروايات ما بين أن المنصور ( صرفه ولم يعطه شيئاً )، وأنه ( أمر له بمال، وقال: تعال متى شئت فقد أعيت فيك الحيل ).
إرسال تعليق