🔰قصة الملك والوزراء الثلاثة🔰
◾يحكى أن ملكا استدعى وزرائه الثلاثة ذات صباح، وطلب منهم أمراً غريباً !!
◾طلب من كل وزير أن يأخذ كيساً كبيراً ويذهب إلى بستان القصر ويملأه بمختلف الفواكه والثمار ذات الجودة التي تليق بالملك، كـما طلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة و أن لا يسندوها إلى شخصٍ آخر. إنه يريدها خدمة خاصة!
◾إستغرب الوزراء في البداية من طلب الملك، ولكن ما عليهم سوى السّمع والطاعة. حيث أخذ كل واحدٍ منهم كيسه وأنطلق إلى البستان ..!!
◾أما الوزير الأول فقد كان حريصاً على أن يرضي الملك، فجمع من الفواكه أجودها، ومن الثمرات أفضلها وكان يختار الطيب والجيد من الثمار بدقة حتى ملأ الكيس …
◾أما الوزير الثاني فقد كان مقتنعاً بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص جودة الفواكه لأن هذا الفعل له ناسه من فلاحين وخَدَم، فبدأ يجني الثمار بكسل وإهمال وعشوائية ولم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملأ كيسه بالفواكه والثمار التي كان معظمها فاسداً أو غير ناضج…
◾أما الوزير الثالث فقد اعتقد أن الملك غير محتاج لهذه الأكياس من الثمار ولن يهتم بمحتوى الكيس أصلاً فملأه بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار …
◾وفي اليوم الموالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي ملأوها!!
◾فلما اجتمع الملك بالوزراء ورأى أكياسهم مملوءة عن آخرها، أمر الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنونهم ، كل واحد في سجن انفرادي ويأخدوا أكياسهم معهم، ليقضوا فترة زمنية تصـل إلى ثلاثة أشهر، خلالها يأكل كل واحد منهم ما ملأ به كيسه! وأن يُمْنع مدهم بالغذاء طيلة فترة السجن.
◾أما الوزير الأول : فقد استمتع بما لذ وطاب من أجود الفواكه التي جمعها في كيسه الكبير حتى انقضت الأشهر الثلاثة وخرج من السجن سالماً لم يصبه أذى.
◾أما الوزير الثاني: فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة مكتفياً بما صلح من الثمار التي جمعها بإهمال …
◾أما الوزير الثالث : فقد مات جوعاً قبل أن ينقضي الشهر الأول جزاء إهماله للمهمة التي أسندت إليه …
◾️ولك أن تتأمل القصة:
◾أي نوع أنت؟ حين لا نهتم، نجني جزاء إهمالنا!
◾فأنت الآن في بستان الدنيا لك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة .. ولكن غدا عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك !! في ذلك السجن الضيق المظلم لوحدك , ماذا تعتقد أنه سينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا !!.. لنقف الآن مع أنفسنا ونقرر ماذا سنفعل غداً في سجننا..!!
إرسال تعليق