🔰من هو أجبن العرب؟🔰
◼️إنه أبو حية النميري، الرجل الذي أصبح مضربًا للمثل في الجبن، حتى إن العرب كانت تسخر منه وتُروى عنه الحكايات لطرافة خوفه وتردده.◼️ومن أغرب ما رُوي عنه أن كلبًا ضالًا دخل بيته ذات ليلة مظلمة، وبينما كان الليل يلفّ المكان بسكونه، سمع أبو حية حركة غريبة داخل الدار، فظن أن لصًا أو عدوًا اقتحم بيته، ففزع فزعًا شديدًا، وخرج مسرعًا مع زوجته هاربَين من المنزل.
◼️لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تناول سيفه وتظاهر بالشجاعة أمام الناس، وأخذ يصرخ بصوت عالٍ يقول: "الله أكبر، وعدو الله حق!"
◼️فاجتمع الجيران وأهل الحي، وقالوا له باستغراب:
ـ مالك؟ ماذا يحدث؟
◼️فقال لهم وهو يرتجف:
ـ عدوٌ محارب انتهك حرمة بيتي، ودخل عليّ بغير إذن، وهو الآن في الداخل.
◼️ثم وقف أمام الباب، ينادي رافعًا صوته بكل ما يملك من رعبٍ مغطى بادعاء القوة، وقال:
"أيها الرجل، إن كنت تريد مبارزة، فأنا أبو المبارزة. وإن كنت تنوي قتلًا، فأنا لها، أنا شجاعها. وإن كنت تميل إلى المسالمة، فأنا عندك في مسالمة!"
◼️وبينما هو يتظاهر بالبطولة، بقي يتقدّم ويتراجع، ويضرب الباب بسيفه، وينادي ذلك العدو المجهول، حتى اجتمع الناس من حوله يتفرجون على هذا المشهد الغريب.
◼️أما الكلب، فلما شعر بجلبة الناس وضوضائهم، خرج أخيرًا من البيت، ومرّ من بينهم بهدوء.
◼️وما إن رآه أبو حية، حتى ألقى سيفه من شدة الرعب، وسقط على ظهره من الخوف، ثم قال كمن نجا من معركة طاحنة:
"الحمد لله الذي مسخك كلبًا، وكفانا حربًا عنّا."
إرسال تعليق