◾يحكى أن كلثوم بن الأغر( المعروف بدهائه وذكائه ) كان قائداً في جيش عبدالملك بن مروان
◾وكان الحجاج بن يوسف الثقفي يبغض كلثوم كثيراً، إلى درجة التفكير في تصفيته!
◾ففكر ودبر فأَعدَّ له مكيدةً جعلت عبدالملك بن مروان يحكم على كلثوم بن الأغر بالإعدام قتلاً بالسّيف.
◾فذهبتْ أمُّ كلثوم إلى عبدالملك بن مروان تلتمس عفوه على إبنها، فاستحيى منها لأنها امرأة عجوز تجاوز سنها المائه عام.
◾فقال لها :
◾حسنا، سأجعل الحجاج يكتب في ورقتين الأولى (يُعْدَم) وفي الورقة الثانية (لاَيُعْدَم)
◾ونجعل ابنكِ يختار واحدة من الورقتين قبل تنفيذ الحكم فإن كان مظلوماً نجاه الله، وإلاًّ فمصيره القتل بالسيف .
◾فخرجت والحزن يعتريها، لأنها تعلم أنّ الحجاج يكره ابنها، والأرجح أنّه سيكتب في الورقتين معاً « يعدم »
◾فقال لها :ابنها لا تقلقي ولا تحزني يا أمَّاه، ودعي الأمر لله، يفعل ما يشاء!
◾وفعلا قام الحجاج بكتابة كلمة « يعدم » في الورقتين.
◾وتجمع الملأ في اليوم الموعــود ليـــروا ما سيفعــل كلثـــوم ..
◾ولما جِيءَ بِكلثـوم إلــى ساحة القَصَاص.
◾قال له الحجاج وهو يبتسم بخبث:اختر واحدة!
◾فابتســـم كلثــــــوم
◾واختار ورقة وقال :اخْتَرْتُ هذه ثم بَـلَـعَها على الفور دون أن يقرأها.
◾فانْدَهَش الملك وقال : ماصَنَعْتَ يـاكلثــــوم ؟
◾فـرد عليه كلثوم : لقد أكلت الورقــةَ دون أن أعلم ما بــها ! ولكي يعلم الجميع ما بها ،أنظروا للورقة الأخرى فهي عَكْسُها .
◾فنظر الملك للورقة الباقية فكانت « يعدم »
◾فقالوا لقد اختار كلثوم الورقة التي بها « لا يعدم »
إرسال تعليق