◾" لا تجعل بائع فجل يحدد قيمتك"
◾تقول الحكاية :-
◾كانت مدينة سامراء في شمال بغداد مدينة علم وفيها جامعة كبيرة على رأس هذه الجامعة العلامة الكبير ( أبو الحسن )، وكان أبو الحسن من ألمع رجال الفكر في العراق ولديه عدد كبير من الطلاب من دنيا العرب، وكان من بين تلامذته تلميذ فقير الحال لكنه يحمل ذهناً متوقداً كان طموح التلميذ أن يصبح أحد أعمدة العلم في العراق
◾وفي يوم قائظ خرج التلميذ الفقير من الدرس جائعاً إلى السوق يحمل في جبيه درهما ونصف الدرهم لكن الوجبة من الخبز والفجل تكلف الدرهمين
◾اشترى بدرهم واحد خبزة واحدة وذهب الى صاحب محل الخضروات وطلب منه باقة فجل
◾وقال للبائع :معي نصف درهم فقط فرد عليه البائع ولكن الباقة بدرهم واحد
◾قال الولد :سوف أفيدك في مسالة علمية أو فقهية مقابل الفجل فرد عليه بائع الفجل لو كان علمك ينفع لكسبت نصف درهم من أجل إكمال سعر باقة فجل واحدة
◾اذهب وانقع علمك بالماﺀ واشربه حتى تشبع
◾كانت كلمات البائع أشد من ضرب الحسام على نفسه
◾قال الولد لنفسه : نعم لو كان علمي ينفع لأكملت به سعر باقة الفجل الواحدة نصف درهم علم عشر سنوات لم يجلب لي نصف درهم
◾لأتركن الجامعة وأبحث عن عمل يليق بي وأستطيع أن أشتري ما أشتهي
◾بعد أيام من الغياب افتقد الأستاذ الكيبر تلميذه النجيب
◾وفي قاعة الدرس سأل الطلاب أين زميلكم المجيد
◾فرد عليه الطلاب إنه تخلى عن الجامعة والتحق بعملٍ يتغلب فيه على ظروفه القاسية
◾أخذ الأستاذ عنوان الطالب وذهب إلى بيته كي يطمئن عليه
◾سأله الأستاذ عن سبب تركه الجامعة
◾فرد عليه سارداً له القصة كاملة وعيناه تذرفان الدموع بغزارة
◾فأجابه أستاذه إن كنت تحتاج إلى نقود إليك خاتمي هذا اذهب وبعه وأصلح به حالك
◾قال الولد: أنا كرهت العلم لأني لم أنتنفع منه
◾قبل الطالب هدية أستاذه وسار إلى محلات الصاغة وهناك عرض الخاتم للبيع
◾استغرب الصائغ وقال : أشتري منك الخاتم بألف دينار ولكن من أين لك هذا الخاتم؟
◾فقال هو هدية لي من عند أستاذي ( أبو الحسن )
◾ذهب الصائغ مع التلميذ وقابلا الأستاذ واطمئن الصائغ إلى صدق الطالب
◾أعطى الصائغ ثمن الخاتم إلى الطالب ورحل
◾قال الأستاذ : أين ذهبت عندما أردت بيع الخاتم
◾فرد الطالب إلى محلات الصاغة بالطبع
◾فرد عليه الأستاذ : لماذا ذهبت إلى محلات الصاغة
وليس إلى بائع الفجل
◾فرد عليه الطالب هناك يثمنون الخواتم والمعادن الثمينة
◾فرد عليه الأستاذ متعجباً: فلماذا إذا قبلت أن يثمنك بائع الخضراوت ويثمن علمك ويقول إن علمك لا ينفع شيئا
◾هل يثمن البائع علمك، لا يثمن الشيﺀ سوى من يعرف قيمته وأنا أثمنك إنك من أعظم طلابي.
◾يابني لا تدع من لا يعرف قيمتك يثمنك، ثمّن علمك عند من يعرف قدرك، ارجع إلى درسك وعلمك
◾كم مرة نقع ضمن تثمين خاطئ من شخص لا يعرف قيمتنا، والتقييم لا يصح إلا من أصحاب العلم والاختصاص الذين يعرفون قيمة الإنسان مهما كان صغيرا.
◾(الناس معادن ولايعرف قيمة المعدن النفيس إلا الصاغة).
إرسال تعليق